بقلم شربل طوني خيامي
قراءتي ل رواية ” همسات عشق ” للكاتبة ” عبير عربيد ” .
تَنقُلنا عبير عربيد الى قصة أَشْبَه بالحلم, قصة لا ربمّا عاشها اهالينا في وطنٍ توالت عليه الحروب والمآسي .
تمزج كاتبتنا بقصتها هذه واقع ومآسي الحرب القاسية من جهة , وبقصة حب أُشبّه أحداثها لقصة فيلم مؤلم الأحداث من جهة أخرى . أرادت الكاتبة ان تُظهر للقارئ جوهر ومفهوم الحب الحقيقي العذري القائم على الوفاء والإخلاص لحبيب(ة) واحد(ة) . فلقد رأينا قوة الحب التي جمعت خالد وفاتن , عالرغم من كل الظروف التي وقفت عائقاً امامهما من اجتياحٍ اسرائيليٍ , إلى حادثة بوسطة عين الرمانة , الى الحرب الأهلية اللبنانية …. إلاّ أنَّ إيمانهم بهذا الحب كان أكبر وأقوى من كل تلك الحروب .
مَزجتْ الكاتبة بين الألم والحزن واليأس من جهة , وبين الأمل والفرح من أخرى . إذْ رأينا من جهة إنعدام الإنسانية آنذاك من وصفها ل أجسادٍ بلا أرواح , ل جثثٍ مُمْتدّة على الطرقات , ل أشلاء أجساد , ل أصوات البكاء والقنابل والرصاص …. ومن جهة أخرى رأينا الأمل والفرح والإيمان , إذ رأينا أنّ الله مع الصابرين , وأن البصيرة أقوى من البصر , والصدق هو أساس الحياة الحقيقية . رأينا إستمرار قصة حب صادقة مُخبّأة بين سطور صفحات الزمن .
سَرَدَت لنا الكاتبة عَمّا حدث آنذاك عند كل من فاتن وخالد وظروفهما , وتوقّفت مُنبهرةً أمام فَظاعة اللّقاء , ذاك اللقاء المُنتظر منذ ربع قرنٍ .
من خلال روايتها هذه , حاولت الكاتبة الإضاءة حول موضوع الحبّ , ذاك الشعور الخَفيّ الذي يتجوّل في كل مكان ويطوف الدنيا بحثاً عن فرصته المنتظرة ليُداعب الأحاسيس ويسحر الأعيُن , ذاك الوباء اللذيذ الذي يصيب جميع الكائنات بدون إستثناء .
ولَفَتني كثيراً الوصف الوجداني التأملي التاريخي الذي ضافَ على الرواية همسات عشق وحياة وحركة وجمال .
- أطول جملة في “البؤساء” للكاتب ڤيكتور هيجو - ديسمبر 23, 2025
- حوار مع الشاعرة رانيا مرعي - ديسمبر 23, 2025
- اللغة بين قلق الأكاديميين و هشاشة المستهلكين - ديسمبر 14, 2025
