هل كنت تعلم أن رواية البؤساء (1862) تحتوي على واحدة من أطول الجمل في الأدب الفرنسي؟
في أحد مشاهد وصف معركة واترلو، كتب فيكتور هيغو جملة تتجاوز ٨٢٣ كلمة متصلة دون نقطة توقف، ما يجعلها تجربة قراءة فريدة وصعبة بعض الشيء، لكنها مذهلة في ثراء تفاصيلها.
هذه الجملة الطويلة ليست مجرد وصف للحرب، بل تغوص في التاريخ والسياسة والعاطفة والإنسان، وتجمع بين السرد والتأمل والفلسفة. هوغو لا يكتفي بسرد الأحداث، بل يربطها بالأسئلة الكبرى عن الحياة، العدالة، الحب، والخطيئة، ليحوّل الجملة إلى نسيج لغوي متدفّق يمزج بين الواقعية والتأمل العميق.
من خلال هذه الجملة، نرى أسلوب هوغو الفريد في تفصيل اللحظة الواحدة إلى أقصى حد، ليظهر عمق الشخصيات، حجم الأحداث، وكمية الانفعالات الداخلية. رغم طولها الكبير، الجملة تحافظ على انسيابها الداخلي، ما يجعل القارئ يمرّ بها كرحلة متواصلة عبر المشهد والتاريخ والنفس الإنسانية.
تذكّرنا هذه التجربة أن اللغة الأدبية يمكن أن تكون مساحة للتأمل والانغماس الكامل، وأن بعض النصوص لا تُقرأ فقط، بل تُختبر وتُعاش. في هذه الجملة، كل كلمة تملك وزنها، وكل فكرة تتداخل مع الأخرى، لتصبح الجملة شخصية حية داخل الرواية نف
Latest posts by Rihab Hani khattar (see all)
- أطول جملة في “البؤساء” للكاتب ڤيكتور هيجو - ديسمبر 23, 2025
- حوار مع الشاعرة رانيا مرعي - ديسمبر 23, 2025
- اللغة بين قلق الأكاديميين و هشاشة المستهلكين - ديسمبر 14, 2025
