بقلم ثريا فياض

خرج القناع ذات يومٍ يجول في مدينة الوجوه، مُمَنِّيًا نفسه بالانتصارات.
بدأ الغرور يضربه، فهو إلى الآن حقّق الكثير: هذا أخذه قناعَ حقٍّ يسترُ به باطلًا يَسكنُه، وذاك أراده قناعَ قوّةٍ يُخفي به ضعفًا يؤرِقه، وذلك اتّخذه قناعَ قسوةٍ يُخبّئ وراءه طيبةً سُحِقَت آلاف المرّات. أمّا هو فقد كان يستهزئ بكلّ هؤلاء قائلًا:” إنّهم أَسرى أنفسهم قبل أن يكونوا أسرايَ أنا”.
لكنّ نشوتَه ما لبثت أن تعثّرت في دروب السّلام الدّاخليّ، فوقعت وكان ارتطامها ببقايا الأوهام أَليمًا.
وحدَه حُرُّ الفكر والمُتصالِحُ مع ذاته لم يَقْوَ عليه. فعاد إلى مخدعه خائبًا. (ثريّا فيّاض)

اترك ردإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادي الكتاب اللبناني

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version