بقلم فريدة توفيق الجوهري

شتاء كلّ ما فيه جميلُ
كأن الغيم يبدع ما يهيلُ
فيرمي للدنى دمعا لقيسٍ
وليلى الأرضُ تشرب ما يسيلُ
فيغسل كلّ أدرانٍ ويمضي
ويرتقُ ما أتت فيه الفصولُ
وينسل الضياء كمثل لصٍ
فضوء الشمس ممتعضٌ كليلُ
يدثر في عباءته حياة
ويرمي النور يخنقهُ الذبولُ
ورائحة التراب تغلّ فينا
إلى الرئتين مبعثها الحقولُ
جذور الأرض في الإنسان تحيا
تذكّره بعمرٍ لا يطولُ
أرى الأشجار كالفرسان تزهو
على فننٍ بأخضرها تميلُ
تسبّح ربّها في كلّ آنٍ
بأنفاسٍ لها عطرٌ خجولُ
وصخر يستحمّ لكي يصلي
صلاة الصبح يحدوهُ القبولُ
ألا ليت القلوب بطهر ماءٍ
فكلّ الغلّ إن غسلت يزولُ
وتصفو النفس للخيرات تصبو
و يبقى وحده الفكر النبيل.

اترك ردإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادي الكتاب اللبناني

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version