Latest posts by Dr. Salam Slim Saad (see all)

بقلم يوسف طراد

نفايات مكتومة القيد.
هل يجب على المُلَوِث أن يدفع الثمن وأي قانون يجبره على ذلك؟ أكثر من 50 بالمئة من النفايات الطبيَّة من دون معالجة، تتحوّل إلى خزانٍ للجراثيم، وتختلط بالنفايات العادية، فيصبح الخليط ملوثًا بالكامل وبنفس الخطر الصحي للنفايات الخطرة والمعدية.
النفايات الخطرة والمعدية الناتجة عن المستشفيات والمؤسسات الصحية تعني النفايات التالية:

  • جميع النفايات الخارجة من أقسام المصابين بالأمراض المعدية حيث خطورة الانتقال الحيوي الهوائي.
  • جميع نفايات أقسام العزل حيث المرضى الذين يعانون من أمراض سببها عوامل مرَضِّية حيوية، بالإضافة إلى جميع النفايات الخارجة من هذه الأقسام، والتي كانت على تماس مع مواد بيولوجية من مرضى هذه الأقسام.
  • جميع النفايات الخارجة من غرف التنظير والعمليات الجراحية والنشاطات الطبية الأخرى.
  • النفايات المتولدة من عيادات الأسنان ومراكز الأشعة.
  • النفايات المتولدة عن النشاطات الطبية البيطرية.
    نذكر من هذه النفايات، جميع السوائل المستأصلة من جسم الإنسان المصاب في غرف العمليات لحاجة استشفائية أو استباقية لمرضٍ معيّن، وفي عيادات الطبّ النسائي وباقي العيادات: السوائل المنوية، المهبلية، سائل النخاع الشوكي، وخاصة إذا كان المريض مصابًا بالتهاب السحايا، سائل المفاصل المصلي، سائل (بريتوني) وهو سوائل البطن ككلّ وغلافه، سائل (تأموري) وهو سائل محيط القلب، سائل الإحتقان الرئوي إلخ…
    النفايات غير السائلة، نذكر منها معدّات طبيَّة ذات الاستعمال الواحد، الحقن، أكياس المصل ونقل الدم والبلاكيت، مخلَّفات العقاقير، جميع الشاش والضمادات والأنابيب المستعملة في القسطلة، الأدوات الأوتوماتيكية المستعملة مرة واحدة فقط في التقطيب، الأشرطة اللاصقة والعصّابات، الأوعية الفارغة التي احتوت لقاحات مستضدة حيّة، القفازات ذات الإستعمال الواحد، الكمامات، جميع المسابر المستعملة للتنظير أو الشفط لجميع أنحاء الجسم، جميع الفلاتر المستعملة في عملية تنقية الدم (دياليز) وجميع النفايات الصادرة عن هذه المراكز، جميع المناظير الرحمية التي تستعمل مرة واحدة، جميع مخلَّفات الأمصلة، جميع الأعضاء المستأصلة في غرف العمليات ومراكز التشريح والنفايات المتولدة عنها إلخ…
    كيف يتمّ معالجة هذه النفايات الملوثة بملايين الجراثيم وهي بالأطنان، وهل تُلقى مع النفايات العادية في المكبّات العادية للنفايات؟ أفادت مؤسّسة قوس قزح أنها تعالج 45 بالمئة من النفايات الطبّية الخطرة والمعدية وكان هذا في أوائل القرن الحالي، هل ما زالت تعالجها بطريقة تقنية منصوص عنها في المرسوم رقم 8006 تاريخ 11-6-2002 الصادر عن وزارة البيئة والمعدَّل بالمرسوم رقم 13389 تاريخ 18-9-2004 والذي يفرض على المؤسّسات الصحّية معالجة نفاياتها على حسابها؟ وأين تذهب هذه النفايات؟ وهل إن هذه المؤسّسات تعالج جميع نفاياتها حسب المواصفات التقنية الواردة في المقياس الدولي إيزو 11134\94 وتعديلاته الصادرة عن منظمة المقاييس الدولية؟ هذه المواصفات التقنية تقضي بطحن المواد وتجفيفها بشكلٍ يصعب معه تمييز مكوناتها، ويضمن فعالية أعلى للتعقيم بغية التقليل من حجم النفايات إلى الحدّ الأدنى. أين تحدث هذه العمليات وهل هناك مراقبة من قبل وزارة الصحّة والبيئة؟
    إن غياب الوعي، من جراء اضمحلال الثقافة الطبّية، بالرغم من أن جميع اللبنانيين يفهمون بكلّ شيء تقريبًا: صحّة، هندسة، أدب، بيئة، وتربية، فالأدوية تباع في محلّات السمانة والمريض يصف لنفسه أو لجاره المضادات الحيوية من دون الرجوع إلى طبيب معالج بسبب فقدان الضمان الصحّي عند أغلب المواطنيين. إن هذه الممارسات بالإضافة إلى معالجة الموضوع بخجل من قبل وزارتي الصحّة والبيئة فموازنتهما لا تكاد تكفي معاشات الموظّفين بالإضافة إلى ثمن أدوية للأمراض المستعصية كالسرطان والأمراض الدائمة وجلسات تنقية الدم (الدياليز) للمصابين بالقصور الكلوي الحاد المزمن والكلفة العالية لهذه الجلسات بالإضافة إلى الكلفة العالية التي تترتب عن التخلص من هذه النفايات بالطريقة الصحيحة تجعل هذه النفايات تسير إلى أماكن مجهولة من العامة ومعروفة من قبل المؤسّسات الخارجة منها من دون حسيبٍ أو رقيب. فالمواطن الذي يدفع الضرائب مرتين من جيبه وصحّته هو المتضرر الوحيد من إهمال المجتمع والدولة.

اترك ردإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادي الكتاب اللبناني

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version