- حوار مع الأستاذة نقية هاني - ديسمبر 26, 2025
- انوار الثقافة - ديسمبر 26, 2025
- احبك - ديسمبر 26, 2025
يؤلمنُي يا صديقي أنني لا أملُك حريّة الإنهيار أبداً ، فأنا مجبَرة دائماً على التجاوز والتغاضي ، علَيّ أن أبدو بخير أمام الجميع رغمَ النيران المشتعلة بأحشائي ، علَيّ أن أكون أكثر صمود وقوة حتى في أسوَأ حالاتي ، يجب أن أكون الطرف الأكثر عقلانية وأستوعِب كل من حولي ، عليّ أن أصمُت وأُخبّىء تعبي في سِرّي ، ممنوعٌ عليّ أن أشكو وأتذمّر فأنا يجب أن اكون مصدر الأمان لا مصدر الضيق والحزن..
أريدهم أن يفهموا أنني إنسانٌ مثلهم ، أحتاج لمن يفهم مزاجي ، لمن يتحمّل معي صعوبة أيامي ، أخبرهم يا صديقي أنني بحاجة لمن ينتشِلُني من حفرة يأسي ، لمن يفهمني دونَ أن اتكلّم ، لمن يلقي نظرة على عينيّ فيشعُر بي حقًّا ، أخبرهم أنني لستُ جبلاً لأصمُد طويلاً ، أنا لديّ طاقة وقدرة تحمّل أيضاً ، لديّ أحزان وأوجاع تفوق ما عندهم ، لكنني لا أتحدّث عنها ، لأنّني لا احظى بفرصةٍ ليُصغي إلَيّ أحداً ، أريد من يشعُر بي ، من أستنِد عليه حينَ يصيبني دُوارٌ فجأة ، أريد كتف يسَع رأسي وقلب يسمع همسي وحضن يحوي نفسي ، للأسف يا صديقي لا أحد يشعر او يكترِث لأمري ، لا أحد حاول من أجلي كما فعلتُ أنا من أجلهم جميعاً ، أنا البائسة الضاحكة دائماً..أنا القلب الذي يسَع الجميع ولا مكان لي في قلب أحد ….💜
