بوشكين مات مقتولًا، و دستويفسكي حالت بينه وبين الإعدام لحظة، وتولستوي قضى نحبه كحفنة من عظام على رصيف محطة مهجورة بعد أن زهد زخرف العالم، وتشيخوف نهش الدرن رئتيه، وليرمنتوف ضاع في مُبارزة، وجوركي أطلق على نفسه الرصاص في شبابه ليوقف تدمير البؤساء لأنفسهُم.
أي عُنف واجهه صُناع الجمال هؤلاء أو وقعوا في براثنه؟
لقد ذهبتُ إلى بيت تشيخوف – وهو الذي يُعتبر أكثر الكُتاب الروس هدوءا ووداعة – ولاحظتُ شيئا غريبًا فاتني ملاحظته في المرات السابقة: إن مكتبه كان يواجه الحائط! وبالتقصي عرفت أنه كان يكتب على ضوء الشموع في مواجهة الحائط، ولعله كان يوفر لروحه المبدعة بذلك مزيدًا من العزلة عن عُنف العالم الصعب،
وهو الذي قال: إنني لم أعرف إلا أن كل لحظات البشرية ظلت ينطبق عليها الوصف إنها لحظات عصيبة.
“جنوبا وشرقا: رحلات ورؤى ” لمحمد المخزنجي.

اترك ردإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادي الكتاب اللبناني

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version