بقلم الشاعرة فريدة الجوهري
بيادر الصمت
متلحفٌ بالصمت يمضي مطرقا
وكانه بين الأصابع زئبقا
فيمر مثلَ البرق يترك رعدهُ
مطرا تهاوى للوتينِ فاغرقا
ترك الكلام على الشفاه رهينة
حتى بدى فوق الشفاه مونقا
فاخذتُ أبحثُ في بيادر صمتهِ
ولعلني أحظى بحرفٍ أشرقا
أيقنت أن حروفه قد أبحرت
في عمق يمٍ قد تملك زورقا
رحلت فبانً الصمت يلسع مهجتي
مثل الجليد إذا تحجر أحرقا
فولجت كهف الصامتين لأتقي
وزر الكلام لكي أتوب وأعتقا
يا سيد الصمت المؤجج داخلي
بوح السكوت كلامه كم أغدقا
عزف الهوى فوق المشاعر لحنه
فاصمت كما شئت انبعاثاً مورقا
بعض الكلام صفير ريح فارغ
إن لم يكن طيٌ الفوٱد موثقا
لا ما كرهت الصمت منك فإنني
أدمنت صمتا بالمحبة عابقا
لكنني حواء يطربها السنا
ويهزها عبق الكلام مزوْقا
فتدغدغ الكلمات قلبا عاشقا
كالطير يهفو للصباح مزقزقا
لو كان للصمت المفيد سجية
ما كان ربك للخليقة أنطقا
قل لي بانك مغرم ثم ابتعد
واترك فوادي للسماء محلقا
واترك ليا الافكار تبني قاربا
لأعوم في بحر الذهول مصدقا
وارى الغرام مربعا في خافقي
وارى الهوى من كل ناح أحدقا
- أطول جملة في “البؤساء” للكاتب ڤيكتور هيجو - ديسمبر 23, 2025
- حوار مع الشاعرة رانيا مرعي - ديسمبر 23, 2025
- اللغة بين قلق الأكاديميين و هشاشة المستهلكين - ديسمبر 14, 2025
