بقلم رهف ابي صعب ذبيان
ارحلْ فَطيبُ القلبِ زائفٌ ما نفعَ
ضاعَ الفؤادُ وإن وَجَدتَهُ اغترابا
ارحلْ فمفرداتي تاهتْ بقاموسي
ولمْ تجدْ أحرفاً ولا فصلاً وبابا
ارحلْ إلى ورقِ الشّعرِ والدّواةِ
لقد مررتَ على سطورها سرابا
وقبلَ أن تغادرَ حياتي قفْ وَلمْلِمْ
فُتاتَ أحلاميَ والوعودِ الكاذبا
كيفَ يسرُّني منْكَ خبرٌ وشمسُ
غَدْرِكَ ساطعةٌ مِن وراءِ السّحابا
وكيفَ لي هيامٌ بالرُّجوعِ الآثم
حيثُ ألفيتُ قاصٍ و دانٍ عنكَ غابا
صحوتُ مِنْ غفلتي واستفاقَتْ جراحي
علّكَ تَصلى منها مِنْ جمْرها عَذابا
لستُ بدميةٍ تُسْتَعبَدُ يا هذا
فكمْ مِنْ لبوةٍ أَخفَتْ عنْكَ أنيابا
بجَسَدي ما سَرَتْ عقاقيرٌ مُحالا
سُمٌّ تسَلّلَ غَدا تِرياقاً لا شرابا
سِهامُ حِقدكَ لَنْ تطالَني طالما
الحِصنُ منيعٌ فلنْ تَرْدِيَني مُصابا
لا تتسآلْ لِما و علاما جِناباً
أُظهِرُ اسْمعْ ما لَنْ تقبَلَهُ جَوابا
تحتَ بُنيانِ حُبِّي تهدَّمَ الجِدارُ
ولمْ يَعُدْ بقصرٍ يُناسبُ الغُرابا
أرفُضُ استئنافَ حُبِّكَ أيّاً كانا
جنَّةً ورداً نعيماً قدْ بَدا تُرابا
ارحلْ فَعالَمُ العشقِ والهوى بريءٌ
مِمَّنْ على الكذب ِ شَبَّ حتّى شابا
حينَ تقول ُ نادِمٌ تعْتَريني دَهشةٌ
وتنحني خَجَلاً تلْكَ هيَ الغَرابا
فَيا حُرَّاسَ النَّوى اتركوه في بَحرهِ
مائِجاً فيهِ ذَهاباً يرميهِ لا إيّابا
دَعوهُ يُكْمِلُ قِصَّةَ الزِّيرِ العاشقِ
يَشربُ مِنْ كُلِّ كأسٍ ما حَلا وطابا
كَفاكَ يا عازِفَ الألحانِ تلاعُباً في
مَعزوفتي لَسْتُ قيثارةً أو رَبابا
اِخْتَفِ مِنْ زَمني ووجداني أبدا
يا مَريضاً دُونَ قلبٍ يطلبُ الطَبابا
باللهِ أسأَلُكَ الرَّحيلَ ثُمَّ الرَّحيل
أقْفَرْتَها دياري لا تَقْرَعَنَّ بابا
رهف أبي صعب ذبيان
- أطول جملة في “البؤساء” للكاتب ڤيكتور هيجو - ديسمبر 23, 2025
- حوار مع الشاعرة رانيا مرعي - ديسمبر 23, 2025
- اللغة بين قلق الأكاديميين و هشاشة المستهلكين - ديسمبر 14, 2025
