بقلم رحاب هاني خطار

حين يتراقص الأديم على وقع غفلة، يهبط علينا ألقا.
نجترعُ من كأس الثمالة ، نتسكع في أروقة المخيلة.
نسأل و نسأل.
من نحن؟!
أنشودة صمّاء؟
وشمٌ على جبين القدر؟
رُسلٌ !!
بلسان من ننطق ورسالة من نحمل؟
نحن نرى ما نفعله ، لكن لا نرى لماذا نفعله.
قد أكون أكثرت من التساؤلات، وكيف لا ووقع “الرسولة” للكاتب “عبد الحليم حمود”، يوقع قارؤه في شبكة فكر ، أسلوب و مخيلة تُطرّز ،تُحبك، تُلفق وكأنها ماكينة تُخيط للاوعي فينا أثواباً مُقلّمة بالأبيض والأسود.
في عالم الهذيان المتأرجح بين أزقة “بيروت و تل العنبر”، بين “آسر و وسن”، نقف على الحافة ،نستنجد من الوقت نفساً بعد أن سرعة الأحداث وتسلقها من أعماق الجنون، يوقعنا في مرمى قنّاصة التعاويذ الهاربة من ملكوت السماء.فتصيب بسحرها حمولة الجلود التي تنبت على العظام والتي تتستر بقمصان مكوية بعناية، تحجب الهشاشة التي نسعى لترميمها و لصق أجزائها المتشظية بالنشاء الأبيض والخل .
من ثم إعطائها الرقم الأول تحت مادة “الضحايا” في قانون المصادفات السيئة، او المادة الثانية من دستور الحياة:
“نَقضُم و نُقضَم”.
نستعين لتوصيل الحكم بساعي بريد فاسدٍ من أشبال المنظومة المتحكمة ،يتنكّر لمهمة الوصل ويطبّق وسيلة الفصل.
يحجب الوعي عن لائه….
يدّس أنفه في زوايا الروح المتشظية، يُقشّر أغلقة الأدمغة ذكرى تلو الأخرى ليبلغ لبّ ذلك الحنين فينقض عليه و يدرجه في خانة الطرائف السّمجة.
أمام هذه المشهدية الإبداعية لكاتب مبدع و رسام أؤكد على قوله:”حتى الله لا يعاقب صنّاع القصص، ربما تقديراً لمشقة ابتداع كذبة طويلة ، متجانسة العناصر ، وممتعة في سردها….”
ما أجملها مخيلة ،ترفع مقام الإبداع على عتبة ما تخطّه يداك، وتلفح الحرف بنسائم إبداعية تركت جميل الأثر في الذاكرة.
وبعد هذه الدهشة.
.ما على الرسول الا البلاغ.

اترك ردإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادي الكتاب اللبناني

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version