بقلم الدكتور الياس مقبل
كم قيمةُ الشوقِ يا ترى؟
يَهيمُ، يَبحثُ عن من هم تحتَ الثرى،
كم قيمةُ الشوقِ ينمو
يعمُرُ في الصدورِ يلامسُ الذُرى.
هو سلسالُ العواطفِ
شلالُ اللهفاتِ
كسَيلٍ الى بحورِ الاشتياقِ جرى.
أوَ للشوقِ قيمةٌ تبقى؟
نعم!
ما الانسانيةُ لولا شوقٍ يختلجُ
بين الأضلُعِ، كأسيرٍ محرّرٍ من
الفؤادِ الى الأحبابِ سعى وسرى؟
دنيا الدموعِ نحنُ فيها
وَهُمْ أحبابٌ تركوا ما تركوا
تركوا العطرَ وراءهم
تركوا الذكرى
تركوا الى سماواتٍ لا يقربها سوسٌ، ولا تاجرٌ باعَ أو اشترى.
الى هناكَ يعمُرُ شوقُنا
الى فوق
اليهم
فكيف لا يكونُ للشوقِ قيمةٌ، ألا ترى؟
بالشوقِ نتعانقُ وإياهم،
بالصَلا،
مراسيلُ حبٍ على ظهرِ الحمامِ الوديعِ نرسلُها
فتفرحُ المآقي ولو الى حينٍ أبكتها
أحزانُ الدهرِ وأشواكُ الوعرِ
فتتعزى…
لهذا أقولُ، لهذا أنادي، لهذا قلمي
يشحذُ الهممَ، فسالَ حبرهُ وانبرى.
أرأيتَ إذًا قيمةَ الشوقِ
لنا ولمَن غابوا؟
إنهُ سلسالٌ من تِبرٍ يجمعُ بين الأفئدةِ
متى حلّ صقيعُ الدنيا
متى خفّت الأصوات في غابة الناس
متى قويَ صمتُ القبور
حينئذٍ يبقى الشوقُ
كنّارةً تعزفُ ألحانَ اللقاء في
مسامعِ الورى
لتلبلغَ آذانَ الذين يرقدون تحتَ الورق الأصفر المتساقط
وقد أقفلتْ عليهم الى حينٍ
.أهدابُ الكَرى.
- أطول جملة في “البؤساء” للكاتب ڤيكتور هيجو - ديسمبر 23, 2025
- حوار مع الشاعرة رانيا مرعي - ديسمبر 23, 2025
- اللغة بين قلق الأكاديميين و هشاشة المستهلكين - ديسمبر 14, 2025
