بقلم سميرة فاضل غانم
أين أنت..؟
اشتقتُ لما بقيَّ مما أُحبُّ مني فيك..
منذُ زمن فقدت شعوري بذاتي
منذ كنت تُحدثني عن الوطن
وعن عذابات الأحرار في سطوة الجور..
عن تعبِ الامهات من حملِ همومِ أولادهنّ
في جيبِ مئزرِ الخبزِ المعطّر بدخان القش
وذرات الطحين…
عن أيدي الآباء التي شققها احتضانهم للسنابلِ
في لقاءات الحصاد العشقية
وعن شوقك لعيوني حين تأخذك القضية..
أتعرف…؟
كنت حينها وكأنني القدسُ،
وأنت صلاح الدين!
أين أنت؟
لو تراني اليوم لهزَ الحزنُ جفن ذاكرتك
التي رأتني يوما أجمل النساء
وامرأتك الأولى…
لو تراني اليوم لبحثت طويلا في ملامحي
عن شاهدة بريق العشق في نظراتي…
ليس لأن العشق مات
بل لأن سياط الطغيان التفَّت حول عنقي
وبقي العشق يتيما ينتظرُ
على أرصفة الصقيع
نافذةً تُفتح له من أجفان دافئة..
لم يصحُ القديس ”فالانتين”
فيسير نحو أرضنا الثكلى
لينقذ الخواتمَ..
لم يأت نبيٌّ يُعِدْ أنقاض وطننا
ببعثٍ جديد..
فقد صُرع طائر الفينيق،
وعاثت في زماننا الخفافيش…!
- أطول جملة في “البؤساء” للكاتب ڤيكتور هيجو - ديسمبر 23, 2025
- حوار مع الشاعرة رانيا مرعي - ديسمبر 23, 2025
- اللغة بين قلق الأكاديميين و هشاشة المستهلكين - ديسمبر 14, 2025
