بقلم روجيه سعد
في عتمة الماضي، ودهاليز الروح، يرتكن صندوقٌ عتيقٌ يحمل بين طيّاته كنوزًا لا تُقدّر بثمن: صندوق الذكريات المخبّأة. مفتاحُه الصدفة، وشعاعُه الحنين، وبوابته رحلةٌ عبر الزمن.
يُخبّئُ هذا الصندوقُ حكاياتٍ منسية، وأسرارًا دُفنتْ تحت غبارِ النسيان، ومشاعرَ جادتْ بها الروحُ في لحظاتٍ خالدة. يُضمّنُ صورًا باهتةً، ورسائلَ مُعطّرةً بعبقِ الماضي، وتذكاراتٍ تَحكي قصصَ أفراحٍ وأحزانٍ، ونجاحاتٍ وإخفاقاتٍ، ومواقفَ غيّرتْ مجرى الحياة.
يُفتحُ الصندوقُ، وتُطلقُ الذكرياتُ عقالَها، فتسافرُ بنا عبرَ دهاليزِ الزمنِ، تعودُ بنا إلى الطفولةِ البريئةِ، إلى أيامِ المدرسةِ والمُلاهي، إلى لحظاتِ الحبّ الأولى، إلى أحضانِ العائلةِ والأصدقاء. نُعيدُ عيشَ تلكَ اللحظاتِ بكلّ تفاصيلِها، ونُغرقُ في بحرِ المشاعرِ التي رافقتها.
فهو ليسَ مجرّدَ صندوقٍ عتيقٍ، بل هو كنزٌ لا يُقدّر بثمنٍ. يُثري حياتَنا ويُضفي عليها رونقًا خاصًا. يُذكّرُنا بماضينا، ويُساعدُنا على فهمِ حاضرِنا، ويُوجّهُنا نحو مستقبلِنا. يُعلّمُنا قيمةَ الوقتِ، ويُحفّزُنا على عيشِ كلّ لحظةٍ بملءِ إرادتنا.
- أطول جملة في “البؤساء” للكاتب ڤيكتور هيجو - ديسمبر 23, 2025
- حوار مع الشاعرة رانيا مرعي - ديسمبر 23, 2025
- اللغة بين قلق الأكاديميين و هشاشة المستهلكين - ديسمبر 14, 2025
