بقلم بسمة عبيد

عيد
هزَّني صوتُ ملاكٍ ينتحبْ
صوتُ طفلة تتساءلْ
أين ثوبي وحذائي
وفراشاتي الأثيرة
أينَ قنديلي الجديدْ
أين أيامي المنيرة
أين منّي فرحةُ العيد وحَلواهُ المثيرةْ
أين أُمِّي تملأُ البيتَ بأكلاتٍ
… وفيروزُ تغنّي
أينَ أُختي
أين بابا واقفٌ فوقَ الحصيرة
وينادي هيَّا للساحةِ للألعابِ
هاكِ مصروفَ الظَّهيرة
أينَ منّي كلُّ هذا
وأنا اليومَ أسيرة
بين من أضحى رسولاً
بين من أمسى أميرا
حُلمُهم حوريةً في جنةٍ
أو صكُّ ملكٍ لحقولِ النِّفطِ
في أرضٍ كبيرة
هزَّني صوتُ المؤذّن
حينَ كبَّر
واعتلى المحرابَ في وجهٍ تجبَّرْ
طِفلةٌ كانتْ على البابِ
ومنْها قدْ تذمَّرْ
عورةٌ أنتِ ..وأنتِ الضائعة
هيّا عودي للمقابرْ…
فهنا حيِّ الأكابرْ
هكذا الإيمانُ
ياإخوانُ علَّمْنا
التنّمرَ والتَّسلّطَ والتَّكبُّرْ
هزَّني صوتٌ لأجراسٍ
تُرندحُ من بعيدْ
لتراتيلَ تسبِّحُ يومَ عيدْ
وهناكْ …وقَفَتْ
ترصُدُ زوَّارَ الكنيسةِ من بعيدْ
كلّ مافيهم حديدْ
يطرقُ الأذْنَ بإزعاجٍ شديدْ
وقفتْ تَرمُقُها عينُ زجاجْ
وقلوبٌ نافستْ قِطعَ الجَليدْ
دَفَنَتْ عَيْنيها في كفِّ اليدينْ
وتَمنَّتْ أنها تُدْفَنُ

قبلَ أنْ تولدْ وتَمشي من جديدْ

اترك ردإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادي الكتاب اللبناني

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version