- حوار مع الأستاذة نقية هاني - ديسمبر 26, 2025
- انوار الثقافة - ديسمبر 26, 2025
- احبك - ديسمبر 26, 2025
الريف الهادئ الذي تتزين وتزخرف سماء ليله بالنجوم، وبمنازل القمر هلالاً ثم بدراً ثم مُحاقاً، ونهاره الصافي الذي تبث شمسه على سماء نقية، من عوالق التلوث صوراً جميلة كل حين، من قبيل بزوغها حتى مغيب شفقها في سماء صافية، أو حين تعانق السحاب، وهوائه العليل وذلك الجو في الهاديء بعيداً عن الصخب والضجيج، مع سلامة ووداعة أهله.فهم جيران وأقارب متعاونون متعاضدون متقاربون، وجوههم مألوفة لبعضهم، الثقة موجودة، الأبواب لا تكاد تكون موصدة،لأن الطمأنينة هي السائدة والثقة هي الاساس.فالريف كبيت واحد وإن تعددت المساكن والحقول والزرائب أو القرى. إحتاج شخص ريفي يوماً أن يزور المدينة التي طالما سمع عنها وتهيب منها خشية من تعقيداتها ودهاليزها وتجنب قربها، ولكن أمراً ما دعاه لتلك الزيارة، وهو مراجعة طبيب العيون والذي اشتهر بمهارته، ونصحه بذلك طبيب بلدة صغيرة تجاور ريفهم.حدد الموعد بالهاتف ثم ركب الباص المتجه إلى المدينة مبكراً ومعه حقيبة أمتعة، فيها بعض الطعام وملابس قد يحتاجها لو تغير الطقس، وشمسية قد يحتاجها وقت الشمس أو إن هطل المطر، فهو لا يعلم ما سوف يواجهه، وفي حقيبته فراغ يوازي الربع تحسباً لو اشترى. الافكار تجول بذهنه ترى ما الذي سيشاهد فلقد سمع عن المدينة وتطورها وبناياتها وازدحاماتها ودهاليزها وترامي أطرافها وغربة وجوه أهلها، فلا تتجدد الوجوه التي نراها مرة الى حيث لا لقاء إلا في النوادر المحدودة، ومن يتكرر لقاءه مصادفة، تأتي مشاعر يحسّ كأنه صديق منذ زمن مديد، وصل الباص المحطة وكانت وسط المدينة
.سالم مزروعي
