بقلم رحاب هاني خطار

-سأَلتهُ والدهشةُ في عينيها.
ماذا جرى؟!
ألم تنتهي اللعبة بعد؟!

أعجبتني،تبتعد،تُراوغ،تناور..تُلقي سهامك.
-ما حسبتِ يا عنيدة العينين أن يرتد السهم إلى صدرك يوماً؟! قالها ضاحكاً.
أنتِ التي ظننتِ السيطرة لعبتُكِ ولطالما تباهيتِ بإنتصاراتك.
أخرجتُكِ من لعبتُكِ ببطاقة حمراء،ووضعتُكِ مكاني.
تبدين لطيفة،أليفة،بل شديدة النعومة في زمان مجّدَ مخالبكِ.
تبتسم بعنفوان المهزوم ،صارت مخالبي أقوى،أقسى.
سمعتُ بقصة الهرة والعصفور. احترتُ في صف من أقف.ذلك البريء،الضعيف.يقفُ على قفص حَجَز فيه هرة.
يا لغرابة القدر!يا لسخريته!
ما الذي أوصلكِ الى هنا ؟سألتُ الهرة وقرأتُ جوابها في عينيها.
كنا تعاهدنا على الوفاق،دعاني الى قفصه وقال ان هذا المكان هو الأمان،حتى الكلاب الضارية لا تستطيع أذيتي
وثقتُ به،جعلتُه يغلقُه عليّ،كانت نظراتُه تفيضُ حناناً وطمأنينةً.
قال انه سيعود و لآخذ وقتاً كافياً لاستمتع بهذا الأمان.
لكن شيئ داخلي،هاجساً مُخيفاً جعلني أفقد صوابي،أنسى العهد بيننا.
انتابني جولات من الهستيريا،جرحتُ نفسي وأنكسرت مخالبي وأنا أحاول عبثاً الخروج.
لا صدى،لا رهبة من موائئ العنيف.
انهرتُ ،لكن ثقتي ان كل شيئ سيزول وأن الأقدار ستتبدل،جعلني أهدأ.
-وإن خرجتِ من هذا القفص فماذا تعلمتِ؟
-تعلمتُ الا وجود للأمان،وأن دروس الحياة قاسية.
فهو كالعصفور داخل قفصه محجوز و خارجهُ يطير و يبتعد ولا تجد اليه سبيلا.
وإن خرجت ستبقى الندوب شاهدة على فعل من يأتمن بهذا الزمن و على من يضعُ الثقة في غير مكانها.

اترك ردإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادي الكتاب اللبناني

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version