بقلم نقية هاني بتديني

إستلقيْتُ على مهدِ الاثيرِ أتصفَّحُ شاشةً صامتةً بيني وبينها قصصٌ وحكاياتٌ كثيرة ، وأحيانا عَبَرات .. ضحكاتٌ ..أمنياتٌ .. وأغانٍ جميلة . بين الرّقمِ والحرفِ وشوشاتُ حنينٍ تهمسُ في فضاءٍ رحبٍ ما يجول في البال والخاطر . بلمسةٍ صغيرةٍ على حرفٍ صامتٍ يبعثُ الأملَ ، فيأخذني الشَّوقُ إلى مكانٍ آخر حيث أودعْتُ أمنياتي عنده . إنَّها رحلةٌ من خيال. فيها يتدثَّر الحرفُ بصمتٍ عميقٍ يتوهَّجُ في الرُّوح . شاشةٌ تختصرُ المسافةَ والوقتَ بدقائقَ وثوانٍ ، وتبعثرُ رحيقَ الحنينِ والشوقِ على رصيف الأماني والأحلام . شاشةٌ تبتسمُ لملاكٍ ترقدُ على ضفَّة الوعد . جلساتٌ وجلساتٌ أمضيتُها سجينةَ وعود ورديَّة ، إنطلقتُ منها إلى أبعد من البعيد ، أنتقي من ذاكرةِ الصَّمتِ حلوَ الكلام ، فتغمرني البهجة ويوقظني دفءُ فرحٍ عظيمٍ يبعثُ لروحيَ السَّكينةَ ألملمُها بأهدابِ الغبطَةِ . إنَّها أحلاميَ الجميلةَ التي انتظرُها بلهفةِ المشتاقِ ، وأُناديها من خلفِ أستار الدُّجى . كنت أحلمُ به حبيباً وزوجا يشاركُني حياتي . فإذا به يبدِّدُ كلَّ أحلامي ، واصطدمُ بجدارِ النِّفاقِ والخداعِ يهزُّ مشاعري وكياني ، ويجعلٌني أهتفُ بشكوى لا جدوى منها . لم أصدِّقْ ما الَّذي يحصلُ في مجتمعنا ، ولمَ هذا العالمُ مختلفٌ !؟ إنَّه عالم لا يشبهُني ولا يشبهُ هويتي . عالمي ينتمي إلى المحبة الصَّادقَةِ إنَّهُ عالمٌ من جمالٍ ، عالمٌ نظيفٌ … وأنا ابنةُ الرُّقيِّ والأصالةِ المتجذِّرةِ في الذَّات . لن أسمح أن أكون الضَّحية ، لا ..لست أنا .. لستُ دميةَ لهوٍ في يدِ الغدرٍ ، فأنا أعلمُ ماذا أريدُ وأيُّ مسلكٍ سوف أختار . لن أرضى بالذي يدمِّر حياتي ، ويصفعُني صفعةَ غدرٍ مؤلمة . صوتٌ في داخلي يجعلني قويَّة أرفضُ أن اكون سلعةً .. أنا قويَّةٌ بكل ما أملك من وعي وثقافة وحسن تربية ، لن أكون أسيرةَ أهواءٍ عابرةٍ وأداةَ تسليةٍ ، لن أكون في عالمك الضَّحيةَ .. أنا صورةٌ ساطعة للحرية نادي الكتاب اللبناني . من وحي الصورة ٣٢ .

اترك ردإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادي الكتاب اللبناني

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version