كالجسور المعذَّبةِ
سميرة فاضل غانم
تأتي من أفقٍ تشرَّد
بعد ما نزفي تجمَّد
دون أعذارِ الغيابِ
مثل أغنيةٍ قديمة
مثل همساتٍ حميمة
كنتَ توقدُ فيها روحي
تستبيحُ مني بوحي
ثم ترحلُ كشهابِ
في دياجيرِ اليبابِ
دون حرفٍ دون عذرِ
مثل عاصفةٍ بفجري
تمحي إشراقَ الزمانِ
توصدُ بابَ الأماني
ثمَّ تأتيني كأني
لوحةٌ فوقَ الجدارِ
تشتهي ذكراكَ مني
ماسحاً عنِّي غُباري
وبحبٍّ أتعلَّقُ بانتظاركَ
إذا شوقٌ نحوي زارَكَ
كما زهرٌ يتعطَّرُ بالندى
يتحضَّرُ للربيعِ إن غدا
يرسلُ الضوعَ لنحلة
تشتهي الشهدَ بقبلة
مثلُ عنقودِ تشرينٍ
حبُّهُ كيف اللآلي
لاذ عن شره العيون
بين أوراقِ الدوالي
كحقولٍ تشتاقُ مطرا
كرياحٍ ملَّت السفرَ
كقعرِ نهرٍ من سنينٍ ماحلاتٍ
ساكناً … واجمَ الوجهِ
واهنَ الخطواتِ
يرتجي الحَوْرَ لإغراءِ السحابَ
والضفافُ ترقبُ غيثاً مستجاباً
كجسورٍ تتعذَّبُ بين بين
كالنهايةِ تنتظرني في يقين
- أطول جملة في “البؤساء” للكاتب ڤيكتور هيجو - ديسمبر 23, 2025
- حوار مع الشاعرة رانيا مرعي - ديسمبر 23, 2025
- اللغة بين قلق الأكاديميين و هشاشة المستهلكين - ديسمبر 14, 2025
