‏إليف شافاق والسر الذي لم يعرفه أحد

عندما كنت في السادسة عشر ذهبت مع والدي لزيارة أمي في المستشفى، ذهبنا صباحًا.. كانت الغرفة مزدحمة يومها، نادتني أمي لأقترب، همست لي بكلام لم أفهمه ثم ضَحكت فضحكتُ معها دون أن أخبرها عن عدم فهمي لما قالت، حاول جميع من في الغرفة ذلك اليوم أن يعرفوا ماذا قالت لي، وكنتُ أمتنع تحت ذريعة السرّ ، وأمي تضحك كلما امتنعت، وأنا أُجاريها بالضحك وكل من في الغرفة يضحك أيضًا، ولا أحد يعرف أنني حقًا لا أعرف ماذا قالت
بعد عودتنا للمنزل شعرت بغبن شديد، هذا السرّ يخصني! لماذا لا أعرفه؟ قررت ليلتها أن أسأل أمي عن هذا السرّ..
في الصباح ماتت أمي، أول ما فكرت به عند سماعي لخبر وفاتها هو ذلك السرّ، ربما كان كفيلًا بترتيب حياتي أو يكون نكتة قد أضحك عليها بقية عمري. من يومها وأنا أشعر بخلل في ذاكرتي، نقص في تكويني، خسارة فادحة في عمري، مثل خطأ هندسي في رسم مخطط منزل لم يتم اكتشافه إلا بعد انتهاء البناء..

اترك ردإلغاء الرد

اكتشاف المزيد من نادي الكتاب اللبناني

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version