يُحكى أنه كان هناك أخوان يعملان ويعيشان في مزرعة، وكان أحدهما متزوجاً ولديه عائلة كبيرة أما الثاني فكان أعزباً، وكانا يتقاسمان الإنتاج والربح بالتساوي. وفي يوم من الأيام قال الأخ الأعزب لنفسه إن تقاسمنا أنا وأخي الإنتاج والأرباح مناصفة ليس عدلاً، فأنا أعيش بمفردي واحتياجاتي بسيطة جداً، فـفكر أن يأخذ كل ليلة من مخزنه كيساً من الحبوب ويزحف به عبر الحقل من بين منزليهما ويفرغ الكيس في مخزن أخيه.
وفي نفس الوقت قال الأخ المتزوج لنفسه، ليس عدلاً أن نتقاسم الإنتاج والأرباح بالتساوي انا واخي، فأنا متزوج ولي زوجة وأطفال يرعونني في المستقبل وأخي وحيد لا أحد يهتم به وبمستقبله.
وعلى هذا اتخذ قراراً بأن يأخذ كيساً من الحبوب كل ليلة ويفرغه في مخزن أخيه. وظل الأخوان على هذه الحال لسنين طويلة لأن ما عندهم من حبوب
لم يكن ينفذ أو يتناقص أبداً.
وفي ليلة مظلمة قام كل منهما بـتفقد مخزنه وفجأة ظهر لهما ما كان يحدث فأسقطا كيسيهما وعانق كل منهما الآخر، شاكرين الله على نواياهما الطيبة، وحفظ الأخوّة التي هي من اهم الكنوز وأغلاها.
العــــطــــاء : هو أن تكون في الحياة كزجاجة العطر تقدم للآخرين كل ما بداخلك وإن فرغت تبقى رائحتك الطيبة.
- أطول جملة في “البؤساء” للكاتب ڤيكتور هيجو - ديسمبر 23, 2025
- حوار مع الشاعرة رانيا مرعي - ديسمبر 23, 2025
- اللغة بين قلق الأكاديميين و هشاشة المستهلكين - ديسمبر 14, 2025
